تنشر منصة صاحبة الجلالة مقال للكاتب أحمد التايب يتناول موضوع مهم أثار جدل واسع للكثيرين على كافة المستويات وهو جولة بلينكن للمنطقة وسط سخط وتذمر العديد من المهتمين بقضايا الصراع الدائر ورفض آخرين زيارته لمصر تحديدا على خلفية ما حدث ويحدث في الشمال الشرقي (غزة) وموقع صاحبة الجلالة … هنا ينشر نص المقال للكاتب أحمد التايب …
جولة جديدة لوزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، اليوم، للشرق الأوسط، وآمال وتطلعات بطرح اتفاق يُفضي إلى إيجاد حلول لإنهاء الحرب ووقف القتال في غزة، فهل سينجح هذه المرة ويأتي بجديد بإحداث تحول ما في مجريات الصراع على أرض الواقع؟
قبل الإجابة، علينا أن نتذكر أن الجولات الأربعة السابقة لبلينكن للمنطقة لم تحقق أي اخترقات ما يشير إلى أن الولايات المتحدة كانت غير راغبة في إنهاء الأزمة إلا لصالح مخطط إسرائيل، لذلك – في اعتقادى – أن الأنظار تتجه إلى زيارة بلينكن هذه المرة وكلها أمل للوصول إلى أي اختراق، خاصة أنه كان هناك جهود ومحاولات أكدت بعض التوافقات مثل اجتماع باريس الذى ضم مسؤولين أمريكيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين لمناقشة وقف لإطلاق النار في غزة، ووصف من جميع الأطراف أنه كان اجتماع بناءاً.
الأمر الآخر المهم، أن الإدارة الأمريكية حالياً تسعى إلى تجنب توسيع الصراع في المنطقة، وذلك بهدف تحقيق مكسب سياسي لتوظيفه في الانتخابات المقبلة، ما يعنى أن هذه الزيارة مختلفة عن الزيارات السابقة، ولأنها تأتى – أيضا – في ظل مقتل أمريكيين في قاعدة البرج 2 على الحدود السورية الأردنية، وفى ظل إصرار الولايات المتحدة على الرد وسط مشاحنات بين الديمقراطيين والجمهوريين على توقيت ونتائج الرد الأمريكي.
في اعتقادى أنه لن تنجح أي مساعٍ دون الاتفاق على وقف إطلاق النار أو على الأقل هُدنة طويلة الأمد، وهذا في – ظنى – لن يحصل إلا بوقف الجنون الإسرائيلي والتزام نتنياهو بما تقوله واشنطن ووالانصياع لضغوطها..
لذا، فإن نجاح بلينكن متوقف على عودة نتنياهو إلى السيطرة الأمريكية وأن غير ذلك لن تفلح هذه الجولة وستلحق بالجولات الأربعة الماضية المخيبة للآمال..