إبليس أول الباطنيين فى الكون .
بقلم/ بسمة مصطفى الجوخى
دائما ما يهتم الكثير بالمسلسلات الدرامية وتحديدا ما تذاع فى شهر رمضان المبارك حتى وإن شاهدوها بعد نهاية شهر رمضان ،
ألا أن الجدل على مسلسل الحشاشين بدأ من عرض الحلقة الأولى ،
بداية من التكلم باللغة العامية وليس الفصحى ثم جدال كبير على تاريخ طائفة الحشاشين ،
وأرى أن الجدال على تاريخهم غير مهم أو إنه أقل أهمية من رسالة هذا المسلسل ،
بعض من الأشخاص يجادل فى المذهب الحقيقى لطائفة الحشاشين ،
فالمذهب الشيعى يعتبر واحد بل تعدده هو فقط تشبث بإمام محدد يلعب فى عقل تابعيه بنفس المنهج مع اختلاف الطريقة ،
فالكفر ملة واحدة وأى كان تاريخ الحشاشين أو مسمى كلمة الحشاشين الذى أيضا أثار جدلا واسعا ،
سواء كان الأسم بسبب تعاطيهم لنبات الحشيش أو معنى الأسم بإنه يدل على القتل والدم فهذه المعانى ،
لا تبعد عن بعضهم كثير فهذا النبات فى ذلك الوقت يؤثر على العقل ويجعل الشخص ينفذ المطلوب ،
من جرائم الاغتيال التى يؤمر بها ،
وبعد ذلك فى عصر انتشار المخدرات علم الجميع مدى خطورتها وخطورة ما يرتكبه الإنسان بسبب تعاطيها ،
فهم فى الحالتين طائفة دموية وأخطر طائفة نفذت عمليات اغتيال وبطريقة مقننة ،
ومن جعل نهج هذه الطائفة وكل من جاء بعدها يقوى ويتغلغل أكثر وسط الناس وتنال منهم وتفعل مبتغاها ،
هو الظلم والجهل والفقر والمرض ،
نأتى إلى طائفة الحشاشين بدون الحديث عن تاريخهم الذى من السهل الحصول عليه من الكتب أو بمشاهدة المسلسل ،
أى كانت المسميات فكل هذه الفرق هى فرق باطنية،
تبطن خلاف ما تظهر وشديدة التكتم ،
وأول مخلوق باطنى هو إبليس اللعين الذى كان فيلسوفا مجادلا عالما يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته ،
والمنطق الذى يتحدث به وفرط زهوه وعبادته ، ولكن الله عز وجل كان يعلم بباطنه المتكبر ،
وأن ما فى قلبه غير ظاهره وإنه أقل مخلوقاته رغم ظهوره أمام الجميع وكأنه شيخ العارفين الذى لا أحد مثله ،
وعلمه تباهى وغرور ، وسيد الأدلة مثل ما يقال على هذا ،
إنه عندما وضع فى اختبار وأمره الله تعالى بالسجود لسيدنا آدم عليه السلام ،
رفض وتكبر وجادل الله وعانده وهنا ظهر باطنه والدليل القاطع على عدم المعرفة هو الفعل والسلوك الذى قام به ،
الذى أظهر ما يكمن فى قلبه وجداله لله عز وجل كأنه آله مثله ،
وهنا إبليس ظهر على حقيقته بعدم المعرفة، وإنه جاهل أحمق متكبر مجادل لا يفهم شيئا مطلقا ،
هؤلاء هم الباطنية وتطورهم على مر العصور بأسماء مختلفة ،
واستخدامهم نفس المنهج باختلاف الطرق التى تناسب كل عصر وجيل ،
فهم استخدموا فى البداية كلمة الظلم وسيطروا على عقول المظلومين ،
وأوهموهم بإقناع شديد بإن نجدتهم ورفع الظلم عنهم والخلاص منه على أيديهم ،
والطريقة الآخرى ، هى إلقاء الشبهات على رجال الدين والعلم ، للسيطرة على الناس ومعرفتهم ،
وهذا صيد ثمين واختبار فى نفس الوقت من يصدق بسهولة ،
ويسهل السيطرة عليه والتلاعب به، ومن يتشتت فكره ولا يعرف ماذا يفعل ،
وقوى الإيمان والوعى والإدراك من لا يسمع لهم وهذا الأخطر عليهم ،
وبهذه الطريقة يعرفون تفكير الكل من حولهم ،
ومن ضمن طرقهم الشيطانية الأخرى العبث فى النصوص الشرعية،
بعد الظهور بتقديسهم لها ولكن يعبثون بها ويدخلون إلى باطن المعانى ويحرفوها وبدون دليل ،
وعندما يسأل الشخص ليفهم ، يتهموه بعدم الطاعة وأن المؤمن لا يناقش ولا يجادل ،
بل يطيع وينفذ فقط ،
ورؤية الأمام المعصوم المزعوم ، معجزة وعلامة على حدث مهم ، فطاعته من طاعة الله عز وجل وحاشا لله وهذا ما يسيطرون به على العقول ،
وكأن الإمام المعصوم نبى منزل بل تعدى وفاق الأنبياء فى كل شئ ،
ومعصوم من الخطأ ،وطاعته تدخل الجنة بل هو من يمتلك مفتاح الجنة والنار وكأنه آله ،
وحرفوا معانى القرآن وانكروا الأحاديث وسبوا الصحابة وزوجاتهم ،
واتهموا المسلمين الذين قاموا بالفتوحات الإسلامية بالباطل ،
واستغلت هذه الطائفة تعدد المذاهب وتشتت عقل الشباب ،
فساعدوا أكثر على ظهور الإلحاد وانتشاره وانضم هولاء الشباب بسهولة لهم ،
وماجاء فى التاريخ وفى المسلسل عن حلم الجنة ،
وأن المكان بناه أتباع حسن الصباح فى قلعة آلموت ،
فالبشر لا يعرف شكل الجنة ففيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ،
فكيف يهيأ مكان يشبه الجنة فى هذه القلعة ؟! الذى لا يساعده ابدا فيه المناخ مثل ما قيل ،
أرى إذا كان هذا حدث بالفعل فمن السهل على شيطان فى صورة شخص ،
يسمى حسن الصباح أن يفعل هذا وخصوصا أن المكان الذى تم بناءه للسيطرة على العقول ،
عبارة عن زرع وبنات فاتنات باعتبار إنهم حوريات الجنة ،
ولو كان ذلك غير حقيقى فمن السهل الدخول للعقول ووهمها ،
لأن حسن الصباح اختار طريق الشيطان وتجسد فيه،
فهو قبل الأمر بتنفيذ أى جريمة اغتيال أو أى عمل شيطانى كان يختلى بنفسه ويفعل رياضات وصيام وطقوس للشيطان ،
لتنفيذ ما يريد وهذه الفئة وهذا المنهج وحشاشين هذا العصر هم الماسونية حكومة العالم الخفية ،
وكل ذراعيها كالميليشيات التى دمرت البلاد والإخوان ،
وكل من سار على نهجهم واتبعهم والصيد الثمين لهم هم الشباب بفتنتهم ووهمهم واللعب على نقاط ضعفهم ،
الذى يعانى من الظلم أو عدم تحقيق أحلامه وطموحاته ،
ومن يريد أن يفعل كل ملذات الحياة من أكل وشراب ومتعة وحرية وهذا صاحب الشهوات ، ومنهم من وهموه بأن هذا هو الدين الحق واتباعهم هو الهدى ودخولهم للجنة ،
ومنهم المتطلع للسلطة ، وكانت نقطة الضعف المشتركة للسيطرة على العقول على مر العصور هن النساء ،
فالشاب الذى يفعل عملية اغتيال يكون طمعا فى بنات الحور والجنة ،
وهذا الوهم الذى سيطروا فيه على عقول الشباب بأساليب كثيرة بالكلام المعسول والوعود الكاذبة والوهم ،
والتراكيب العشبية الشيطانية والطقوس الشيطانية والسحر ،
ومنهم من يتبعهم بسهولة وبدون كل هذا لإنه مثلهم ويشبههم وباطنه لا يقل شئ عن ما يوجد فى باطنهم ،
فحشاشين هذا العصر كثيرون هم المتعجرفين بعقلانية ،
والمتكبرين والمجادلين بدون علم ” والمغرورين بعلم مزيف “وهم الإرهاب الفكرى ”
والعنصرية عند اليهود” وهم الفلسفة والفكر المتحضر ” وهم الرجعية المتخلفة ” وهم الفكر العاهر ”
وهم العلمانية والتحضر الأحمق ” وهم سلوك الإنسان العصرى العارف المتكبر المجادل بجهل ”
وهو فى الحقيقة لا يعلم شئ مطلقا كل ذلك واحد ،وهو مسمى للجهل والكبر والغرور ، وأصحابة هم أغبى البشر على الكرة الأرضية ،
فأى شئ آخر حتى الحيوان عنده علم أكثر من هؤلاء ،
فكل هذا أشكال مختلفة لإبليس وقصة حسن الصباح التى تناولها مسلسل الحشاشين ،
ما هو إلا شخص عبد نفسه وباعها للشيطان معلمه والمتجسد به وأوهمه إنه على حق ،
وينبغى على كل حاكم يهتم بمحو الجهل والفقر والمرض والى حد ما الظلم ،
حتى يقفل باب الفتن ويقضى عليها ويحقق النهضة والحياة العادلة الكريمة لشعبه،
وحتى يسهل ظهور أى باطنى خبيث يعيش وسط الناس وينال منهم ،
فلابد من القضاء على الفتن بذلك وحتى يقفل أى طريق يؤدى إلى انهيار المجتمع وتدمير الشعوب ،
بل يصل الأمر إلى محاربة عقيدة وطمس هوية وهذا هو مبتغى هذه الطوائف أتباع إبليس ، فالتخلص من الظلم والجهل والفقر والمرض والانحطاط ،
ينهض بالمجتمعات والشعوب ويقفل باب الفتن على الشيطان وأعوانه …