جاءت مظاهرات الطلبة في الجامعات الأوروبية والأمريكية اعاده لإنتاج تاريخ ثوره الطلبة 1968 مع استدعاء المشترك ما بينهما والجديد في الطرح الخاص بهذا العام ونظرا لفكره ان الطلبة هم طليعة المجتمع وتلك تجربه ثابته وفرضيه ناجحة على مستوى علم الاجتماع خاصه وان معظم قاده ثوره 1919 هم من شكلوا الحياه الاجتماعية المصرية منهم نقراشي ومنهم النحاس ومنهم عبد الرحمن الرافعي وهكذا.
ولكن المشترك ما بين ثوره الطلبة 1968 وهو ثوره الطلبة 2024 ، هو تطور النظام العالمي وبدأيه البحث عن نظام عالمي جديد خاصه وان عام 1968 كان النظام العالمي يستعرض مهاراته ويستعرض جناء ثمره العنف المبذول في الحرب العالمية الثانيه ومن هنا فقد المجتمع توازنه حيث جاءت السيطرة الأمريكية على العالم ولذلك فلا غرابة ان تقوم تلك الثورة الطلابية في فرنسا تحديدا، مع فارق نوعي خاصه في مظاهرات الطلاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لارتباطها بحرب فيتنام حيث مثلت حرب فيتنام صراع ما بين فكره استثمار نتائج الحروب السياسية او المواءمة ما بين متطلبات الدولة بالسيطرة ومتطلبات الطبقة الجديدة او الفئه الجديدة تحديدا وهم الطلاب، ومن هنا جاء مفهوم الحرب الباردة كاختراع وضعه المخطط الامريكي للسيطرة على العالم.
ولكن 2024 مع بوادر نظام عالمي جديد خاصه مع استثمار النتائج المتوقعة للحرب الأوكرانية الروسية وكذلك وعي اوروبا بسوء نتائج التبعية المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك بدايه انهيار امريكا نفسها بحكم التضخم المالي ولعل طوفان الاقصى قد اثمر عده نتائج معينه وهي اشعال نار القضية الفلسطينية من جديد بيدي ابنائها لان السيطرة على الارض هي فيصل الحديث في المنتديات الدولية وبالتالي بدايه انهيار السردية اليهودية، والجديد في طوفان الاقصى ان القضية اصبحت بيد ابنائها وليست بيد دول المواجهة القريبة منها او المتماسة معها علاوة على الضعف البنيوي في دول المواجهة، بما ينذر بسقوطها القريب وهنا تصبح المراهنة على اسرائيل بدايه شك اعتراها، خاصه وان سلوك اسرائيل قد تجاوز مصالح الدول الأوروبية ولكن الجديد هنا تبلور قوه جديده داخل الدول الوطنية لان نتائج الربيع العربي الذي استهانوا به لم تنتهي بعد خاصه وان مساحه الوعي قد تنامت ولم يعد الخطاب الخاص بالدولة الوطنية التي كان يراهن عليها المخطط الامريكي مجديا.
وتغير الاكبر الذي لم يشر اليه كثيرا طبيعة التغيرات النوعية التي حدثت في المجتمعات الأوروبية والمجتمع الامريكي خاصه مع اندماج فئه عربيه دخلت بأموالها وسعى اليها المخطط الامريكي بحكم ثوره الطبيعة فقد حقد الغرب على الشرق بان ظهر عندهم بالبترول ولكنهم استنزفوه بحكم جهل الشرق وتخلفهم التكنولوجي وبالتالي اصبح المسلم العربي له صوت انتخابي وكذلك له راي بحكم انه يمول هنا ازمه النظام الرأسمالي العالمي انه لم يصبح حرا بل اسيرا لمن يموله وبالتالي تصبح القضية قضيه وعي بإمكانيات تطوير وتنميه الثروة العربية داخل المجتمع الاوروبي.
وتلك القضية تشعر بخطورتها اكثر في المجتمع الفرنسي خاصه ان المجتمع الفرنسي يعاني من بعض عقده الاحساس بالذنب اتجاه العالم الثالث الذي احتله حتى وان نجحت الإدارة اليهودية للأموال على مستوى العالم في استيعاب راس المال العربي من خلال استخدام اسم المغرب التي يتمتع فيها اليهود بدرجه من درجات السيطرة خاصه مع تقنيه منتدى دافوس منتدى دافوس ذلك الذي اسسه اليهود لإدارة راس المال العربي في اوروبا.
خاصه وان المأزق الذي يعانيه المخطط الاجتماعي في اوروبا وامريكا انه مضطر لإعطاء بعض المميزات للعربي الموجود هناك حتى يجمل وجه دولته امام منسوبيه في الداخل، والعنصر الابرز الذي فاق تأثيره جميع المخططين وهو سلطان الصورة وقدره الشبكة العنكبوتية ومهاره العالم الثالث في التقاط مفرداتها في ايصال مساحه من الحقيقه الى اوروبا خاصه وان جزءا من طوفان الاقصى قد استخدم العلم في صياغه مفرداته علاوة على ان الصورة هي المدخل الحقيقي لإشعار اوروبا بخطورة انحيازها الى اسرائيل.
ما نامل فيه في نهاية هذا الامر هو بدايه انهيار السردية اليهودية في العقل الاوروبي وبداية بناء السردية الفلسطينية القائمة على فكره التحرر داخل العقل الاوروبي من خلال الباب الملكي وهم طلاب اوروبا وعلماء المستقبل وقادته.
الرئيسية ⁄ أخبار ⁄ السردية الفلسطينية تغزو الجامعات الأوروبية بمظاهرات الطلبة بقلم / بهاء الصالحي …صاحبة الجلالة
أخبارمقال