أعلن باحثون صينيون عن نجاح تقنية جديدة في مجال علاج السرطان، وهي علاج الإدخال الإشعاعي عبر الشرايين TARE-Y90 لعلاج الأورام، والتي يطلق عليها أيضًا باسم “إيتريينY90″؛ وهي طريقة متقدمة لعلاج أورام الكبد، وهو ما يغير طريقة علاج المرضى ويمنحهم آمالًا متجددة للعلاج باستمرار.
وأشار باحثو مركز “رويال لي” بمقاطعة كوانجوا الصينية، إلى أن التقنية الجديدة قادرة على تحقيق نجاح في القضاء على الورم بأسلوب أكثر دقة وتخصصاً وفعالية خصوصا في الاورام التي لا يمكن استئصالها جراحيا مثلىالاورام التي تحيط بالوريد البابي الكبدي او الحالات التي لا تستطيع الاستفادة من وسائل وطرق العلاج الأخرى
وحسب الفريق البحثي، فإن تقنية Y-90، أو “الإدخال الإشعاعي الوعائي الشرياني” تعّد تقنية مناسبة لعلاج السرطان بأقل قدر من التدخل الجراحي. لان هذه التقنية قادرة على توصيل العلاج الإشعاعي (Y90) مباشرة إلى أورام الكبد، مما يحقق تدمير خلايا الورم إلى أقصى حد ممكن، مع الحفاظ على أنسجة الكبد السليمة.
وهذا -حسب الباحثين- إجراء جراحي بسيط يتطلب عادةً شقًا صغيرًا وتخديرًا أعلي الفخذ فقط. حيث يؤدي هذا الأسلوب إلى تقليل الألم، والتعافي خلال فترة قصيره ولا يسبب مضاعفات خطيرة مقارنة بالتدخلات الجراحية التقليدية.
أيضًا، يمكن استخدام الإدخال الإشعاعي مع علاجات السرطان الأخرى، مثل العلاج الكيميائي أو العلاجات المستهدفة الدقيقة كالتجميد او البذور المشعة، أو العلاجات الجينية والموجهة لتوفير أسلوب وطريقة شاملة ومتعددة الوسائط لرعاية مرضى السرطان.
وأظهرت الدراسات أن الإدخال الإشعاعي يوفر معدلات شفاء مؤكدة لكثير من الحالات، ويتيح السيطرة على المرض لدى بعض المرضى المصابين بسرطان الكبد أو أورام الكبد النقيلية، خاصة عند دمجها مع طرق العلاج الأخرى.
وأشار الدكتور “لي من”، رئيس فريق الباحثين ومدير المركز، إلى أن التقنية الجديدة ستساعد من تم تشخيص إصابتهم بسرطان الكبد غير القابل للاستئصال، سواء المبكر او أو الانتقالي.
وقال: ان التقنية الجديدة تجمع الإدخال الشرياني الإشعاعي كخيار علاجي جيد وحديث، وأوضح، أن العلاج عبر الشرايين هو علاج جراحي دقيق جدا، ويستهدف مناطق محددة في الكبد.
وأضاف: “من خلال الجمع بين هذا الأسلوب والعلاج الإشعاعي التداخلي المستهدف، فإن الإشعاع الدقيق للغاية الذي يتم توصيله داخل القسطرة، يمكن توجيهه باستخدام جزيئات أو حبيبات غاية في الدقة والصغر مباشرة إلى الورم مباشرة (الخلايا السرطانية).
وأوضح أنه “قبل إجراء الإدخال الاشعاعي الشرياني، فإننا نجري للمريض فحصًا دقيقًا شاملًا، يعطي تقييمًا لتحديد ما إن كان المريض مرشحًا مناسبًا لهذا الإجراء أم لا”.
وحسب البروتوكول العلاجي، قد يشمل هذا التقييم اختبارات متعددة مثل الأشعة pet/CT وفحوصات الدم ومناقشات حول تاريخ الإصابة بالمرض.
وأشار الدكتور حسن الخاشب، استشاري الجراحة العامة والأورام، رئيس قسم الاستشارة الدولية بمستشفى “رويال لي”، إلى أن هناك عدة عوامل تحدد إن كان المريض مناسبًا لتلقي هذا النوع من العلاج أم لا، بما فيها خصائص الورم، ووظائف الكبد والقلب والتنفس والصحة العامة بشكل عام بما يتوافق مع أهداف العلاج.
وقال: “أثناء هذا الإجراء، يتم حقن حبيبات صغيرة جدًا، تسمى كريات مجهرية دقيقة، تحتوي على مادة مشعة تسمى الإيتريوم 90 (Y90) في الأوعية الدموية التي تغذي الورم/أورام الكبد”.
وأوضح الخاشب أن الكرات المجهرية تستقر في الأوعية الدموية الصغيرة داخل الورم/الأورام، وتلصق بها لتستمر لأكثر من 48 ساعة في تقديم العلاج الإشعاعي الموجه مباشرة إلى الخلايا السرطانية مع الحفاظ على سلامة أنسجة الكبد السليمة.
ووفق البحث الذي عمل عليه علماء المركز، يبدأ العلاج الشعاعي الدقيق عندما تبعث الكريات المجهرية Y90 إشعاعًا يخترق الخلايا السرطانية ويدمرها من الداخل، بحيث يؤثر الإشعاع في الدرجة الاولي على الورم، مما يقلل من الضرر الذي يلحق بأنسجة الكبد السليمة المحيطة.
يقول الدكتور لي من: “بعد هذا الإجراء، تقوم فرق الرعاية الصحية والتمريض بمراقبة حالة المريض عن كثب والمتابعة اللازمة، ورفع ذلك للفريق الطبي المشرف علي العلاج؛ كما يتم تقييم الاستجابة، ودرجة الاستجابة للعلاج، وإدارة أية آثار جانبية، وتصميم العلاجات اللاحقة حسب الاحتياج لكل حالة.