- بقلم / القصطلاني إبراهيم ( موريتانيا)
غزتي الأبية سامحيني و أعذريني لأني ليس لي من جهد ابذله لك إلا الدعاء الخالص و الدموع الحارة، و إن دعائي و دموعي لينطلقان الآن لك في هذه الساعة التي هي مظنة إجابة و في السجود و الركوع و الجلوس و دبر كل صلاة.
سامحيني
فإن كنت أنت حرة تأبين الإحتلال، فأنا أسير و محتل.
أسير في سجن تلك الحدود المشؤؤمة التي استطاع الغرب أن يجعلها بين الدول العربية و الإسلامية، ليضعف قوتهم و يشل حركتهم و يزيد فرقتهم، و محتل بقوانين و مواثيق و مفاهيم و أساطير و أساطيل تفرض علي من القيود و المعايير ما يجعلني أقابل بالسياط و القنابل الغازية و الضرب و التنكيل لمجرد اني أشدت بالمقاومة و لعنت الغاصبين المحتلين الفجرة الكفرة القتلة. و مع ذلك سأبقى مع المقاومة و ألعن المحتل ما حييت.
سامحيني، و تقبلي عذري
فأنا مجرد مواطن بسيط، و بسيط جدا، أرى قادتي و زعمائي و رأسائي يكتفون بالشجب و الدعاء في السر في أحسن الأحوال، و يحاولون إسكاتي و إقناعي بأن الامر لا يعنيني بالدرجة الأولى، و مع ذلك انا أشجب و أدعوا نهارا جهار و أبدي إستعدادي للوقوف معك جنبا لجنب و أتألم بكل تفاصيل معاناتك.
سامحيني، و تقبلي فخري بك، و إنتمائي الروحي و النفسي و الوجداني لك و لهمومك و لقضيتك و قضيتي، و ليس لي من الأمل في التحرير من الأسر الذي أنا به، و الإحتلال الذي يقيدني، إلا عزتك و صبرك و إيمان مجاهديك الأبطال، فنصرك نصري و عزتك عزتي و اقصاك الذي تدافعين عنه بالنيابة عن الأمة أقصاي.
إن كل قصف لك يقصف قلبي و شعوري، و كل ألم لك، يؤلمني، و كل معاناة لك تحزنني و توجعني، فأنا أتقطع ألما و أسى بكل تلك المشاهد التي أراها تأتي من بقاعك الطاهرة، و لا أجد فسحة من الراحة النفسية إلا بتلك الدقائق التي استمع فيها لخطاب القائد الشهم أبو عبيدة، أو في تلك اللقطات المصورة التي توثق بطولات رجال القسام و سريا القدس و فصائل النقاومة.
سامحيني
فأنت مني كالأم و الأب، و كالجسد و الروح، و أنت خلاصة إنتمائي لأمتي، فلقد شرد تفكيري و نظري شمالا و جنوبا و شرقا و غربا، فلم أجد من أمتي إلا وجوه رجالك الشجعان، و أطفالك و نسائك و شيوخك الصامدين المرابطين في سبيل الله، المتمسكين بأرضهم و إيمانهم و ضمائرهم، الذين أذهلوا العالم بصبرهم و قوة صمودهم.
لقد كشفتِ وجوه الشر المختفية خلف شعارات العدل و المساواة، و أظهرت نوايا المنافقين الخبيثة، و رسمت منهاج الحق و الصمود جليا واضحا لمن أراد أن يسلكه.
غزتي الحبيبة.
إن ما يبشرني و أبشرك به هو ما ورد
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك “.
قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ” ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ”
فلن يوقف ظهوركم و صمودكم أي جيش و أية قوة، أيها القوم الأحرار، الأبطال، أسأل الله أن ينصركم نصرا عزيزا و يقهر عدوكم و يحرر الأقصى من رجس الصهاينة الغاصبين.
القصطلاني إبراهيم