«30 يونيو».. ثورة بناء وطن وإرادة شعب حماها الجيش….
هل تعلم أن أول ثورة فى تاريخ البشرية كانت مصرية.
كتب دكتور / ياسر أيوب ثابت
رئيس لجنة الفنادق بنقابة السياحيين
كعادتها دائما تضرب القوات المسلحة المصرية مثالا للعالم فى الحفاظ على الأرواح والمنشآت وحمايتهم، وهذا ما تجسد فى ثورة 30 يونيو، حيث نجحت القوات المسلحة فى حماية الشعب المصرى من بطش الجماعة الإرهابية فى يونيو 2013، حيث لم ولن يحدث أبدا أن تتخلى القوات المسلحة عن الشعب فى يوم من الأيام على مر التاريخ.
ولبت القوات المسلحة المصرية نداء الشعب لحماية البلاد من الجماعة الإرهابية بعد سيطرتهم على العديد من المواقع السياسية والحكومية، فخرج وزير الدفاع حين ذاك المشير أول عبدالفتاح السيسى، يطالب بحوار وطنى للوصول لحلول صائبة، ولكن رفضت الجماعة الإرهابية أى سبل لحلول سلمية
ولم يقتصر الرفض على عدم المشاركة في حوار ينقذ البلاد من الدمار، ولكن بدأوا فى تنفيذ خطط ترهيب المواطنين بأعمالهم الإرهابية، فى أكثر من محافظة وبالأخص سيناء.
وتعد ثورة 30 يونيو نموذجًا فريدًا فى تاريخ الثورات الشعبية، حيث يثور الشعب ويعلن إرادته إرادة واضحة فتستجيب له مؤسسات دولته الوطنية، فى مشهد تاريخى، لن يمحى من ذاكرة من عايشوه، وقد مضت الثورة فى ثلاثة مسارات هى “التصدى للإرهاب، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية، وكانت بداية المسار عبر «رفض الحكم الفاشى الدينى، ورفض الاستئثار بالسلطة، ومواجهة ما يترتب على هذا الرفض من إرهاب وعنف، وتضحيات جسام قدمها أبناء المصريين من الجيش والشرطة».
وإنتصرت القوات المسلحة فى 3 يوليو 2023 لرغبة الملايين من الشعب المصرى، والآن تواصل المسيرة فى حماية مصر من مخاطر الإرهاب، وفى ذات الوقت تؤدى دورها بكل امانة فى أعمال التنمية والتطوير التى تشهدها مصر حتى الآن.
« ثورة الرعاع » أول ثورة مصرية عرفتها البشرية.
وعرفت البشرية أول ثورة فى تاريخها فى مصر القديمة عام ٢٢٨٠ ق.م وذلك فى أعقاب الأسرة السادسة، وأطلق عليها باسم ثورة «الرعاع» كان الجيش مشغولًا فى الدفاع عن حدود البلاد وإنتهز زعماء الثورة فرصة وأخذوا يعملون على تنظيم صفوفهم وبث دعوتهم وجمع السلطة فى أيديهم.
وقد ساعدهم على ذلك، أن الملك «بيبى الثانى» حكم البلاد ٩٤ سنة فكانت شيخوخته الطويلة حافزًا لهم على التمادى والتمهيد للثورة، وعندما تولى ابنه الحكم خلعه الثوار فى السنة الأولى من توليه الحكم، ولم يرد نص تاريخى يؤكد مصيره.
الملك بيبى الثانى، هو خامس ملوك الأسرة السادسة، ويعتبر أكبر ملك حكم فى التاريخ، حيث تجاوزت مدة حكمه ما يقارب ٩٤ عامـًا، وكان قد بلغ من العمر أرذله.
وتعرضت البلاد فى فترة حكمه لحالة من التدهور الكبير فى الناحية الاقتصادية الاجتماعية.
هب الشعب المصرى غاضبًا ضد الظلم وضد فساد الملك نفسه وما حوله من حاشية ظالمة فاسدة، ونظموا إضرابًا عامًا شمل البلاد لكى يشل حركة الاقتصاد لإجبار الملك على تنفيذ مطالب الشعب.
وكان المتظاهرون يعتصمون فى أكبر معابد مصر لكى يلفتوا النظر إليهم، ويقومون ببعض الأعمال التى من شأنها إجبار الملك على سماع مطالبهم كزلزلة بوابة المعبد والعصيان المدنى مثلما يفعل بعض المحتجين فى الثوارت الحالية.
بدأت الثورة بمجموعة من المنشورات والشعارات كانت الأولى من نوعها فى العالم القديم، وجاء نص المنشور والمنقوش على إحدى لوحات الأوستراكا «الأرض لمن زرعها.. والحرفة لمن احترفها وليس للسماء وصاية على الأرض».
قامت الثورة فى بدايتها بهجوم الرعاع على مخازن الحكومة فقتلوا حراسها واستولوا على ما كان بها ونهبوا الأسواق والتجار، ووصف الحكيم «أبيور» أحداث الثورة فى برديته التى تعتبر من أدق سجلات تاريخ الثورة.