الرئيسيةأخباراعرف_عدوك.. بقلم / حماد مطر (أبطال أكتوبر)…موقع صاحبة الجلالة
أخبارثقافة و فنونمقال

اعرف_عدوك.. بقلم / حماد مطر (أبطال أكتوبر)…موقع صاحبة الجلالة

 ما أشبه الليلة بالبارحة ! وإذا كان التاريخ يعيد نفسه ؛ فإننا اليوم أمام حالة من التكرار تكاد أن تتطابق في كل شيء ! نفس الأماكن ! نفس الأسماء ! وإن اختلفت الأدوات !
لقد فرَّ اليهود من مصر في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد هرباً من اضطهاد المصريون لهم على حد قولهم ، توجهوا إلى فلسطين بقيادة نبي الله موسى بحثاً عن المرعى والكلأ ، تُوفي نبي الله موسى قبل دخولهم فلسطين ، تولى قيادتهم يشوع بن نون ( فتى موسى) .
دخل اليهود الأرض الفلسطينية عبر نهر الأردن بقيادة يشوع بن نون ، عبر اليهود نهر الأردن شمالي البحر الميت من نقطة مقابلة لمدينة أريحا عام 1165 ق.م. فماذا فعلوا بالفلسطينيين ؟!
لقد جُمعت قوانين الحرب عند اليهود فى العهد القديم ، إنها موثقة بالتفصيل فى سفر التثنيه ، إنها قوانين يشوع بن نون ( حسب التوراة التي كتبوها بأيديهم ) ، إنها القوانين التى يتخذها القادة الإسرائيليون اليوم نبراساً لهم ، إنها شريعتهم المقدسة ، لقد أرسى يشوع بن نون تقاليد العسكرية الإسرئيلية التى تحظى بالقدسية , والتى ينفذونها كما لو كانت طقساً من طقوس القرابين البدائية طمعاً فى رضا الرب , لقد أصبحت تلك القوانين استنزافاً من الجسد العربى ، واللحم العربى ، والارض العربية .
لقد اختار يشوع بن نون ساعتها أسس التعامل مع أهل مدينة أريحا ، فتقول النصوص التوراتية المقدسة ” … وقتلوا كل ما فى المدينة من رجل وامرأة , من طفل وشيخ , حتى البقر والغنم , قتلوهم بحد السيف … ” ! .
ولما استولى على مدينة عاي ( قرية التل الحالية ــ 15 كم فى الشمال الغربى من أريحا ) حدث نفس الشئ ، فتقول نصوصهم المقدسة ” … وكان لما انتهت إسرائيل من قتل جميع سكان عاي ، فى الحقل والبرية حيث لحقوهم ، سقطوا جميعاً بحد السيف حتى فنوا … ” !
وحين تقدم يشوع بن نون لمحاربة أهل مقيدة ( فى الجنوب الغربى من حبرون ) فإن الرب تدخل بمعجزته , حيث جعل الشمس لا تغرب حتى ينتهي يشوع من مهمته الدموية الوحشية !! ، ويقول النص المقدس لديهم ” … وأخذ يشوع مقيدة فى ذلك اليوم وضربها بحد السيف , وضرب ملكها وكل نفس بها ولم يبق شاردا …” ! .
وبالمقابل ففي القرن الحادي والعشرين فرَّ اليهود من أوروبا هرباً من اضطهاد الأوربيون لهم على حد قولهم ، فماذا فعلوا بالفلسطينيين ؟! نفس السيناريو … نفس الأماكن … نفس الأحداث !
ما الفرق بين ما حدث في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وبين ما يحدث اليوم ؟؟!! إن أريحا القرن الثاني عشر ق .م. مازالت تنزف الدماء ! هل جفت الدماء من مدينتي عاي ومقيدة ؟ ! إن صدى قعقعات السيوف وصرخات القتلى ما زالت أصدائهما تتردد بين جنبات جدران مدينتي شكيم ( نابلس) وحبرون !! ما الفرق بين دماء فلسطينيي القرن الثاني عشر ق.م. وبين دماء فلسطينيي القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد ؟! لقد امتزجت دماء الفلسطينيين عبر التاريخ ! ما الفرق بين أدوات القتل التي استخدمها يشوع القرن الثاني عشر ق.م. وبين يشوع القرن العشرين ؟؟!! الفرق هو أن السيف قد تحول إلى طائرة … قنبلة … رشاش … صاروخ … نابالم … وفسفور أبيض ! .
ترى … كم يشوع بن نون في إسرائيل اليوم ؟؟!! … إن هذه النصوص التوراتية المزعومة التي تغذي الوجدان الإسرئيلى بمبررات العنف والقسوة والوحشية المجنونة ما زالت تُدرَّس إلى اليوم فى المدارس الاسرئيليه ! .
ثم يأتي من ينادي اليوم بعقد معاهدات الصلح مع إسرائيل ؟! وينادي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ؟! هل يمكن للضباع الجائعة أن تتخلى عن طباعها ؟! هل يمكن أن يتحول الضبع إلى حمَلٍ وديع ؟!
هل يمكن لهم يوما ً أن يتصفوا بالصفات الإنسانية؟!!
أفيقوا أيها السادة………أليس فينا رجل رشيد……؟!!
#اعرف_عدوك…….. #حماد_مطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *