الرئيسيةأخبارأليس فينا رجل رشيد؟ … اعرف عدوك ..بقلم / حماد مطر …موقع صاحبة الجلالة
أخبارمحافظاتمقال

أليس فينا رجل رشيد؟ … اعرف عدوك ..بقلم / حماد مطر …موقع صاحبة الجلالة

يقول المولى عز وجل في محكم ٱياته ” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) ” ( سورة البقرة )

… وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ … ” (الآية) ……. هذا هو قرار السماء … كلمات صارمة … دالة …. حاسمة .

أما قرار البشر( الأرض ) ، فقد تراوح بين مد وجذر على مدار التاريخ الإنساني ، إلا أننا نلحظ أنه كان هناك مساراً تاريخياً واحدا ، يعلو ويهبط كأمواج البحر ، إلا أنه يسير في نفس الاتجاه .
لقد تعامل البشر مع اليهود على نسقين متوازيين :ــ
أ ــ النسق البلفوري .
ب ــ النسق الهتلري .

أما النسق الأول البلفوري نسبة ل (آرثر جيمس بلفور ) وزير خارجية بريطانيا في بدايات القرن العشرين ، والذي أعطى للصهاينة وعداً بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ، فهناك من يقرأ هذا الوعد بأنه منة ، أو هبة ، من بريطانيا للصهيونية مكافأة لهم على ما قاموا به من مد يد العون لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى ، بينما هناك من يرى أن ذلك كان حلاً ذكيا من بريطانيا بتخليص أوروبا جميعها من صداع مزمن ، أو قل (ورم سرطاني ) أقض مضاجع الأروروبيين على مدار تاريخهم . لم يكن قرار بلفور بإخراج اليهود من أوروبا بدعة ! ولكنه قرار معاد ومكرر مئات المرات على مدى قرون طويلة في التاريخ اليهودي ، الجديد في هذه المرة هو أن بلفور طردهم من أوروبا واختار لهم المقر الجديد الذي يقيمون فيه . كانت قرارات الطرد السابقة تكتفي بإخراجهم من المكان ، ولم تكن تهتم بمصيرهم فيما بعد ، ولذا فلم يكن ذلك حلاً ناجعاً بالنسبة للأوروبيين ، فعندما طردت فرنسا اليهود للمرة الأولى عام 1253 توجهوا إلى بريطانيا ، وعندما طردهم الملك إدوارد الأول عام 1290 توجهوا إلى أسبانيا ، وعندما طردتهم كل دول غرب أوروبا إبان الحروب الصليبية توجهوا إلى شرق أوروبا ( خاصة بولندا ) . الغريب أنهم بعد كل عملية طرد يتسللون ثانية إلى المكان الذي طُردوا منه ! ولذا فقد قدم بلفور الحل السحري لما أطلق عليه يومها ” المسألة اليهودية ” . إن وعد بلفور وضع اليهود على حافة الهاوية ، حيث النكوص مستحيلا ، والبقاء خطيرا ، والسقوط مخيفا ، هذا هو حال اليهود اليوم ، ولعل هذا يفسر لنا سر تمسكهم بالأرض الفلسطينية ، ويفسر لنا سر خرقهم لكل الأعراف والقيم الإنسانية في تعاملهم مع الفلسطينيين … فهم يدركون تماماً أنها ليست أرضهم ، وليس لهم أية حقوق فيها ، ولكنهم اختاروا البقاء الخطير ، واختاروا الصراع الدائم ، واختاروا خرق كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية ، اختاروا كل ذلك حوفاً من السقوط المخيف ، السقوط الذي يرونه ماثلاً أمام أعينهم … ونراه نحن قريبا أيضا .

أفيقوا أيها السادة …….. أليس فينا رجل رشيد؟!!!
#اعرف_عدوك. #حماد_مطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *