لقد قُدر علينا أن نعيش منتسبين لأمة بات موقعها على الخريطة الإنسانية مستهدفا ، سواء بمهددات البقاء أو بعوامل التفتيت والتشتيت والتخلف ، لقد تضافرت على ذلك عوامل عدة خلال عقود مضت ، لم يعد بإمكاننا التقدم أو أخذ زمام المبادرة ، بل أصبحنا في حالة ترقب وانتظار ، أصبحنا كمن يقف على حافة الهاوية ، حيث النكوص مستحيلا ، والبقاء خطيرا ، والسقوط مريعا ، ولكن علينا أن نستوعب أن الانتظار ليس حالة مطلقة يمكن الاستمرار فيها ، إنه موقف له حدان (زمني ــ موضوعي) ، لو انقضيا يتحول الانتظار إلى إغماءة تاريخية أو موت . والآن ــ ونحن نجتاز تلك المرحلة الفاصلة ، هل وعي إعلامنا دقة المرحلة التي نجتازها ؟ هل قام بدوره في تنشيط الذاكرة ؟ هل لعب دوره المنوط به في شحن الضمير الوطني حتى يبقى يقظا منتبها لما يُحاك له خلف الأبواب المغلقة ؟ للأسف الإجابة بالنفي ، لقد اجتاحت البعض منا حالة انحطاط عام وسقوط للهمم ، وأصبح إعلامنا هو المولود الشرعي لتلك الحالة ، حيث سقطت الهمم ، وخارت العزائم ، وتصاغرت المطامح ، وتسيد فيها الصغار ، وانشغلنا بالصغائر ، فلا مجال في إعلامنا لفكرة عميقة ، ولا مجال لمناقشة هادئة ، ولا مجال لتحكيم العقل والمنطق ، في هذا المناخ المريض يذهب الإعلام ليقتات من صناديق الزبالة ، ويرتوي من مستنقعات العفونة ، ويغرق في برك الفضائح الملونة والمصورة بألوان الجنون وظلال الهزيمة ، أغرقنا إعلامنا في تفاهات الحياة الشخصية لمن أصبحوا نجوم الإعلام ، أصبح شاغلنا الأكبر هو لون الفستان ، وتسريحة الشعر ، لقد أصبح الحالة المزاجية لفنان مغمور أهم كثيرا من بحث علمي قدمه باحث مصري شاب لمركز من أهم مراكز الأبحاث العلمية … انتبهوا أيها السادة ــــ أليس فينا رجل رشيد ؟ ــ اعرف عدوك ــ حماد مطر .
مستهدفون على خريطة الإنسانية …انتبهوا أيها السادة..حماد مطر…موقع صاحبة الجلالة
