في لقاء صحفي مع شاعرنا الراحل المقيم محمد المكي ابراهيم و سؤاله عن الغربة قال:
الوطن لا قيمة له ولا طعم له بدون حرية، لأن الشعوب بطبيعتها وفي أكثر السياقات اختلافًا تنشد الحرية، لأن فيها اعتراف الإنسانية والحياة المحترمة. وحرية الفكر والتعبير والإبداع في الأنظمة الديمقراطية مربط الفرس، إذ تتيح للفرد الفرصة للتعبير عن رأيه دونما قيد أو شرط، والتمتع بما حوله، وهذا لم يتوفر لنا في بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية.
ولك أن تتخيل كيف كانت قاسية علينا، وعلى آخرين غيرنا اختاروا الشتات، كنت في ضيق شديد وواجهتني مصاعب كثيرة، فما أقسى أن يعيش المرء سجينًا في وطنه، «حيث يمشقون الحسام على الحب والفكر/ كان الحسام يعسُ/ ويحرسُ دالية الفكر/ من فتكات الحسام/ حيث خيَّم عصرُ الظلام/كان لي وطنٌ لم يَعُد وطنًا/ وزمانٌ أليفٌ / فضيعته في الزحام»، فلهذه العوامل تقدمت باستقالتي من وزارة الخارجية وغادرت البلاد مغاضبًا إلى أمريكا مضحيًا بالأحلام، والاستقرار، وتربية الأبناء في وطنهم، وهم كذلك خرجوا معي مضحين ليدفعوا الثمن الذي دفعته، لكن رغم تمتعنا بالكثير وأصبحنا الحمد لله محتاطين لكل نازلة لكن يظل الوطن هو الوطن.