الرئيسيةمقالتربية الأبناء .. بين الرقابة والتسويف !! أحمد النظامي..اليمن …صاحبة الجلالة
مقال

تربية الأبناء .. بين الرقابة والتسويف !! أحمد النظامي..اليمن …صاحبة الجلالة

تُجمع وتؤكد كل النصائح والإرشادت والتوجيهات الدينية والدنيوية على ضرورة الاهتمام بالنشىء وتربيته وتهذيبه وفق الأسس الصحيحة ومنطلقات البناء السليم النابع من آداب وتوجيهات القرآن الكريم ورسالة الإسلام الخالدة ؛ باعتبار الأبناء هم مداميك الغد المضيء ،وروافد الأمة في الخير والفلاح والنهوض بما يجعل منهم طاقات صالحة تصون الأرض والعرض ،وتعظم شعائر الله في الأرض ،وتبث قيم الرحمة والتكافل والخير والعزة والكرامة الإنسانية.
ولن يتحقق ذلك إلا بالتربية الأسرية السليمة حين تقوم الأسرة وفي مقدمتها بدور الأبوة والأمومة بتفعيل خاصية التهذيب والتأديب وتزويد الأبناء بجرعات روحية وإيمانية بشقيها العلمي والعملي والقدوة الحسنة مع الاستفادة من الوسائل التعليمية والتكنولوجية تلك الوسائل المفيدة لمن أحسن استخدامها وتوظيفها والتي استغلها العدو للأسف الشديد للهدم والغزو الناعم.
ومن الخطأ الفادح الذي يقع فيه غالبية الآباء هو المفهوم القاصر في التربية والرعاية وفق حدود توفير الملبس والمشرب ومختلف وسائل الراحة والترفيه ؛ ظنّاً منهم أن هكذا تصرف وتدلل هو من معايير التربية والعناية بالأبناء خشية الجوع والعري والعطش والحرمان المادي، ناسين أو متناسين أن جوهر التربية وعمقها في الغذاء الروحي والتعليمي والتهذيبي وتعزيز الرقابة الأسرية في البيت والمدرسة والمحيط المجتمعي ، مع إغلاق القنوات الغربية وإبعاد الجوال من متناول الأبناء خاصة الصغار منهم فهو الوسيلة السهلة لتسلل رفقاء السوء بوسائل الإنحراف والشذوذ والتنمر وغيرها من الأمراض الفكرية الناجمة عن غياب الرقابة الأسرية.
هذا ما يتوجب إدراكه قبل أن ننجب للأمة نماذجاً من العقوق والعصيان وطاقات سلبية من الضياع وهو ما ستجني آثاره السيئة الأسرة قبل المجتمع..
ترى هل يستشعر الآباء الكرام دورهم التربوي قبل المدرسي ،ويعون خطورة وسائل العدو في الهدم والرذيلة والفساد الأخلاقي .عملاً بتوجيهات الله تعالى في كتابه الكريم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }.« التحريم:6».
من هذا المنطلق تأتِ المخرجات قوية ، والثمار ناضجة والمسؤولية الأسرية ناجحة، حتى لا تتبخر الطفولة النقية والفطرة المشرقة بين سندان غياب الرقابة ومطرقة التسويف.

Sahbet Aljalalla صاحبة الجلالة
منصة ثقافية شاملة.. بوابة إخبارية في عالم الصحافة الثقافية و الأخبار الشاملة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *