شاء الموجه العام لعناصر الفسق أن تكون للفاسقين هيئة، من خلالها تطرح الأفكار التي تم إفرازها من عقود طويلة عن المستشرقين اليهود والصهاينة، الذين وجدوا أن يرسلوا بضاعتهم الفكرية لهدم الإسلام من خلال أبناء الإسلام أنفسهم، ذلك أدعى لديهم لإصابة الهدف وهم بذلك قد تعهدوا الإنجاز بالفعل في حالة ما لو كان الهدف يتوخى شيء غير العقيدة، أي عقيدة سواء كانت عقيدة من ابتداع البشر، مثل ما هو في الهند وغيرها أو كانت عقيدة سماوية، وما هو متدارك أن العقيدة السماوية الوحيدة التي تعهد بحفظها رب الكون والورى والعقائد السماوية المنزلة، اليهودية قبل التحريف، والمسيحية قبل التبديل، والعقيدة الإسلامية التي حفظها الله تعالى ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “.
ومن هنا ومن هذه الآية الكريمة كانت البدايات لمحاولة تحريف وتبديل وتغيير هذه الديانة كي تسود القوانين، والمناهج الوضعية ويتحكم أصحابها في جميع الناس على وجه الأرض.. وكانت فكرتهم كما أسلفنا استخدام عدد من أبناء هذه الديانة لتدوير وتحرير رغبات هؤلاء الصهاينة والملحدين تحت مسمياتهم الظاهرة والباطنة وهي الوسيلة المثلى والسبيل الذي لا يحتاج جيوش لذلك بدأ التمرير بعد الإعداد والأسماء كثيرة مع تواتر الزمن بداية من قبل قاسم أمين وحتى الدكتور فرج فودة والدكتور نصر حامد أبو زيد والدكتور سيد القمني والأديبة نوال السعداوي وغيرهم، ثم الأديب يوسف زيدان والصحفي إبراهيم عيسى، والباحث إسلام البحيري والأستاذة فاطمة ناعوت وغيرهم من شرزمة “هيئة تكوين” الجديدة وكما أسلفنا ليست جديدة إذ بدأ تكوين التكوين منذ سنين طويلة ولأن الصهاينة يعيشون على الجهاد في سبيل إحباط هذا الدين وسلخ منهجه من عقول المسلمين ودحض أوامره من نفوسهم، فقد وجدوا الوقت المناسب الآن في ضرب فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، فأمروا أتباعهم بالتجمع تحت مسمى تكوين لتستمر نيران الآلات الحربية الإسرائيلية في التهام الشعب الفلسطيني المسلم الأعزل إلا من الإيمان والعزة والكرامة والتضحية في سبيل الله تعالى للحفاظ على أراضيه ومناسكه، وهؤلاء المرتزقة الذين خانوا العقيدة من أبناء المسلمين، وليسوا بمسلمين لأنهم خرجوا خروجا بيناً عن هذا الدين الأعظم الخاتم للديانات السماوية منذ سيدنا آدم وإلى قيام الساعة.
ذلك الدين المحارب الذي هو الحق من رب العالمين وهو المنهج الكامل للناس أجمعين، فهو القيم لا ينقصه شيء ولا يجوز لبشر الانتقاص منه أو الإضافة إليه بزريعة التجديد التي لا تصح إلا على القوانين الوضعية.
إن كمال القرآن الكريم هو الذي أرهق عقول أدباء ومفكرين صهاينه وعلمانيين وملحدين كي يجدوا مخرج يؤهلهم لإثبات أن هذا القرآن هو كلام بشر، ألّفه محمد الأديب والمفكر من وجهة نظرهم ونتاج عقائدهم الوضعية، فساروا في سبيل هدم وتبديل هذا الكتاب المدعو عندهم ” قرآن محمد”.
ولم ينتبه أي من هؤلاء المعتدين أنه لم يتسنى لأي كتاب لأعظم الأدباء والمفكرين أن يكون بمثل عظمة وكمال هذا الكتاب على مر تاريخ الفكر الإنساني، في متن العموم. والدقة وأن المنهج الصادع المانع فيه لا يقبل بحال تبديله، بمنهج أو قانون من القوانين الوضعية لأساطير القوانين البشرية.
ولذلك هم لم ولن يتوصلوا إلى إقامة ميزان السجال حجة، مقابل حجة وفكرة تبطل فكرة، ومنهج يعلو منهج.. ولأنهم لا ينقصهم الخبث الشديد والطموح الحاقد البعيد، عملوا بفكرة التصدير إلى عملاء الاستيراد المتواجدين هنا على الساحة العربية الذين ذكرنا أسماء بعضهم ليعملوا بتكوين التكوين وهم لا محال سوف يلقون الخذلان .