نيكول كدمان بطلة فيلم أميرة الصحراء
في فيلم ملكة الصحراء، في المشاهد الأولى منه، يُكتب على الشاشة: ” The onset of the first world war hastened the demise of the Ottoman Empire. Watch had ruled the middle east for five centuries”.. بداية الحرب العالمية الأولى، سرَّعت من نهاية الإمبراطورية العثمانية التي حكمت الشرق الأوسط لـ 500 سنة..
لقرنين من الزمن، ظلت القوى الغربية التي بلغت قمة توحشها الإمبريالي، تنتظر لحظة الإجهاز على الإمبراطورية العثمانية، التي حكمت الشرق الأوسط لـ 500 عام، استمرت محاولات القضاء على الإمبراطورية العثمانية، منذ سقوط القسطنطينية، وحصار فيينا.
مع الثورة الفرنسية بدأ التخطيط للقضاء على هذه الإمبراطورية، وكانت فرنسا تطمع في الانقضاض على كل التركة، فوقفت إنجلترا بالمرصاد لهذا الطموح الفرنسي، الذي يضر بمصالحها، منذ الاحتلال الفرنسي لمصر (1798) بدأ التخطيط لإفشال هذا المخطط، وكان الاتفاق على رحيل الحملة (1801) بين إنجلترا وتركيا وفرنسا.
وبقدر ما كان البكوات المماليك على علم بما يحدث، وقد كانوا لا يزالون يمثلون رقمًا مهمًّا، في معادلة الصراع بين القوى الحاضرة، بدأ كل فريق يحيك الدسائس، ويضع الخطط؛ من أجل الفوز بمصر، أهم ولايات الإمبراطورية العثمانية.
وجاء بعد مرحلة من التخبط والنزاع، والفوضى التي عمت مصر، الباشا محمد علي، وكان -بدرجة أو بأخرى- واقعًا تحت التأثير الفرنسي، بعد القضاء الأول على القوة المملوكية بقتل محمد الألفي، الذي كان مستقرًّا في الجيزة ويُعدُّ العُدة للانقضاض على القاهرة، ثم جاءت مذبحة المماليك، التي أنهت دورهم في التاريخ تمامًا، حتى اتفقت القوى الغربية على الحد من طموح محمد علي، وتقليم أظفار مصر، هذه القوة الناشئة، واستمر إضعاف مصر، حتى تم لإنجلترا احتلالها عام (1882)..
استمر وضع الخطط من القوى الغربية؛ لتقسيم غنائم الإمبراطورية العثمانية بالكامل، ومع بداية الحرب العالمية الأولى، حانت اللحظة المناسبة، وبدأت القوى الغربية في تقسيم تركة الرجل المريض، وإطلاق رصاصة الرحمة عليه..
حصلت روسيا على الدردنيل الأقرب لها جغرافيًّا، وبدأ تقطيع المنطقة فيما عُرف باتفاقية سايكس بيكو، وفي المكتب العربي البريطاني في القاهرة، اجتمع تشرشل وعدد من العسكريين الأوروبيين؛ لاقتسام الغنائم، حيث حصلت فرنسا على لبنان، وسوريا، وما بها من مشاكل لا حصر لها، في بنيتها الاجتماعية، والعقائدية، من: سُنَّة. شيعة. علويين. دروز. مسيحيين، هذه المشاكل التي تجلت الآن في أحداث الربيع العربي.
تُركت فلسطين تحت الانتداب، لحين تسليمها للصهيونية العالمية، حسب وعد بلفور (1917)، وفي الشمال تركوا للفرنسيين التعامل مع الأكراد. وفي المنطقة B -منطقة تأثير الإنجليز- أخذت بغداد والبصرة والكويت من الفرنسيين.
وبقيت لديهم مشكلة مع ابن سعود، الذي يريد الجزيرة العربية كلها دولة منفصلة له، وهو ما كان يشكل مشكلة لمنطقة، تمثل أكبر ثقل إستراتيجي طوال القرن العشرين.
وبدأت إدارة عدد من الحروب الإقليمية بالوكالة لاستنزافها، وقطع الطرق على كل محاولة للنهضة واللحاق بالعصر، وجرى البحث عمن يتولى ملف الملوك، والعواهل، والأمراء، والرؤساء المحتملين لهذه المناطق، وتم ترشيح (جيرترود بيل)، التي وصفها تشرشل بأنها: امرأة سافلة غبية. كيس من الثرثرة مليء بالقذارة. مخادعة، امرأة أشبه بالرجال. متشردة، وحمقاء، وفاسقة…
والآن، وبعد ما حدث في ليلة 7 أكتوبر 2023، يتردد السؤال: أين تختفي (جيرترود بيل) التي تدير الملفات، من أجل الإجهاز على المنطقة العربية؟